(ع) بما لا يقبل به أقل الناس، لأن ذلك يعني: أنه عليه السلام كثير النسيان. ولو كان النسيان جائزا عليهم لما جوزنا كثرته إلى هذا الحد وبهذا الشكل!!
والسيد المرتضى (قدس سره) قد قال أن الأنبياء منزهون عن النسيان الذي يقتضي التنفير عنه، ويجمع العلماء على تنزههم عن فعل القبائح ولو نسيانا..
أضف إلى ذلك أن موسى (ع) كان قد عاهد الخضر (ع) على عدم الاعتراض كما يصر " الكاتب " على ذلك.
ومع ملاحظة أن النكث بالعهد من القبائح بل من المعاصي التي إن لم تكن من الكبائر فهي من الصغائر ومع الإصرار عليها تصبح من الكبائر.. أو على الأقل من المنفرات، لكونه عملا قبيحا بلا ريب، فكيف أصر (ع) على هذا النكث ثانيا وثالثا.
يتحصل لدينا أنه لا بد من حمل النسيان على غير المعنى الحقيقي لأنهم منزهون عنه.. فالنسيان هو الترك ولما لم يكن يصح على المعصوم أن يكون قد ترك العهد عمدا لأنه " نكث " كان لا بد من القول إن موسى (ع) لم يكن قد عاهد الخضر مطلقا، بل قيده بالمشيئة.. وتقييد العهد بالمشيئة يؤول بشكل أو بآخر إلى ما ذهب إليه العلامة المحقق من أنه (ع) لم يعاهده على السكوت على ما يراه مخالفا لأحكام الشريعة. لأن موارد المخالفة مما لا يتعلق بها عهد، إذ ليس لموسى (ع) ولا لغيره أن يعاهد على السكوت على ما فيه مخالفة للحكم الشرعي، وبالتالي فهو خارج تخصصا.
ه - الافتراء على الإمام الخميني (رحمه الله) يعلق " الكاتب " على قول العلامة المحقق حول النسيان، بأن المراد به هو الترك والإهمال بقوله: " وهكذا - بكل بساطة تحسمون الأمور بمسألة لم يستطع أكبر المفسرين من القدماء والمعاصرين أن يحسمها ويقطع بها " (1).