بخصوص كون الأنبياء وأهل بيت العصمة " في أمن من تأثير الشيطان في نفوسهم بالوسوسة، وأما تأثيره في أبدانهم وسائر ما ينسب إليهم من إيذاء وأتعاب، أو نحو ذلك من غير إضلال، فلا دليل يدل على امتناعه " (1).
إذن، لقد كان صاحب " من وحي القرآن " يناقش رأي العلامة الطباطبائي (قده) الذي ينفي تعرض الأنبياء للإضلال من الشيطان، وأنهم، لعصمتهم، في أمن من تأثيره في نفوسهم. هذا الرأي الذي صدر صاحب " من وحي القرآن " مناقشته له بقوله: " ولنا ملاحظة على ذلك "، ثم عمد إلى تقديم مناقشة دور الشيطان في الأرض بما تقدم ذكره (2).
وبعد كل الذي قدمناه، أصبح من الواضح جليا، أن محاولة هذا " الكاتب " رفع التناقض في كلام صاحبه لا تعدو كونها محاولة " للهروب إلى الأمام ".
على أن هذه المحاولة لن تنجح لأن القارئ ليس بسيطا ولا ساذجا كما يحلو " للكاتب " أن يصفه دائما، وإن كان ربما يطمئن إلى صدق " الكاتب "، وقد يغفل عن مواقع التحريف والتزييف، وإنما هو على مستوى من الوعي بحيث لا تنطلي عليه مثل هذه الألاعيب والمناورات، وهذا لا ينافي كون أن ليس كل قارئ يملك القدرة على البحث، أو يملك إمكانيات المراجعة للنصوص.
أغاثا كريستي بعثت من جديد وماذا عسانا نقول عن معالجة " الكاتب " لرأي صاحب " من وحي القرآن " المتعلق بقوله تعالى: {وأنا من الضالين}؟!!.
وماذا عسانا نقول عن طريقة عرضة لرأيه؟!.
وماذا عسانا نقول عن كيفية مناقشته لإشكالات العلامة المحقق، وطريقة طرحها وتقديمها؟!!.