وقد علق " الكاتب " على هذا القول بالهامش بقوله:
" كان ذلك بحسب الرسالة الخطية الأولى، وقد أضيفت بعض التوضيحات عند الطبع " ().
ولا يخفى، أن حفاظ " الكاتب " على هذا النص، إنما يهدف من خلاله إلى القول بأن ما يقدمه للقارئ في الكتاب هو ما جاء في نص الرسائل، حتى أنه حافظ على الحديث عن عدد صفحات الرسائل رغم اختلافها جذريا عما جاء في الكتاب.
على أن هذا الادعاء لا يخلو من مكر، لأن الفارق بين ما جاء في الرسائل وبين ما جاء في الكتاب كبير جدا، ويكفي للدلالة على ذلك أن الإحدى وسبعين صفحة التي ذكرها تحولت في الكتاب إلى ماية وثلاثة وخمسين صفحة!! فهل أن تضخم عدد الصفحات حتى فاقت الضعف ينطبق عليه ما أسماه " الكاتب ": " بعض التوضيحات عند الطبع " (1) لماذا تأخر الرد؟
ويبقى أن أشير إلى أن السبب في تأخر صدور الرد، رغم جهوزيته قبل نشر الكتاب، يعود إلى عدة أسباب أهمها:
أ - عدم التفرغ الكامل للعمل على الرد لوجود مشاغل أخرى.
ب - إن حجم التغييرات والتعديلات التي أجراها " الكاتب "، جعلت من الرد المعد سابقا على الرسالتين الأوليتين غير كاف، لدرجة أنه لم يعد يصلح ليكون هو الرد على الكتاب. وكل ما يصلح له هو أن يكون نواة للانطلاق في عملية الرد والمناقشة.
ج - من ضمن التعديلات التي أجراها " الكاتب " والإضافات التي زادها هي تلك النصوص الكثيرة التي أقحمها في كتابه، وعندما تبين لنا عدم الأمانة في النقل لفظا ومعنى، كان لا بد من متابعة " الكاتب " في جميع نصوصه التي