إباق يونس عليه السلام إعتبر هذا الكاتب ان تفسير العلامة المحقق لمعنى الإباق " بالفرار من قومه " مما لم يقل به أحد من أعلام التفسير، وأنه مما لم يخطر على بال أحد مهما احتمل للآية من وجوه (1).
واستدل على ذلك ب: " إن الله سبحانه هو المتحدث، وهو الذي يقص علينا قصته (إذ أبق إلى الفلك المشحون) وأن الله هو الذي وصف فراره بالإباق، فكيف يمكن أن تقول: " اعتبروه فارا وآبقا منهم " (2).
ولعمري إنه استدلال عجيب، - فإنه وبحسب منطقه - إذا قال قائل: هرب فلان إلى الجبل فإن ذلك يعني أنه هرب من القائل دون سواه، لأنه هو الذي وصفه بالهروب؟!!.
ولكي يتبين من الذي أتى ببدع من القول، ومن يفهم النصوص على وجه يصير معها دليل الإثبات دليلا للنفي، أو العكس، نستعرض كلام العلامة المحقق الذي يقول بعد عرضه للآيات المتعلقة بالبحث:
".. 1 - كلمة مغاضبا تعني حدوث الإغضاب من الطرفين.. فلا يصح القول بأن المغاضبة قد كانت بين يونس (ع) وبين الله.. الحقيقة هي أن المغاضبة كانت بين يونس (ع) وبين فريق آخر، والظاهر أنهم قوم يونس (ع).. فالتجأ إلى الفلك المشحون بالناس وكان قومه يطلبونه ليوصلوا إليه الأذى، لأنهم كانوا يرونه قد أساء إليهم، فاعتبروه فارا وآبقا منهم.. " (3).