الشريف المرتضى (قده): لا أدلة على وقوع الخطأ من داود (ع):
في كتابه القيم: " تنزيه الأنبياء " يستعرض الشريف المرتضى (قده) ما رواه بعضهم عن قصة داود (ع) مع زوجة أوريا، ثم يطرح سؤالا حول علاقة هذه الآيات والقصة مع عصمة داود (ع)، ثم يجيب (قده) عن ذلك إجابة تدق أول " مسمار " في نعش ادعاء " الكاتب ".
ولأهمية الجواب نعرضه حرفيا على طوله لما فيه من فائدة (1) فهو (رحمه الله) يقول: ".. فأما خوفه منهما فلأنه (ع) كان خاليا بالعبادة في وقت لا يدخل عليه فيه أحد على مجرى عادته، فراعه منهما أنهما أتيا في غير وقت الدخول، ولأنهما دخلا من غير المكان المعهود..
وأما قوله لقد ظلمك من غير مسألة الخصم، فإن المراد به إن كان الأمر كذلك، ومعنى ظلمك أنتقصك، كما قال الله تعالى: {أتت أكلهم ولم تظلم منه شيئا}.
ومعنى ظن قيل فيه وجهان:
أحدهما: أنه أراد الظن المعروف الذي هو بخلاف اليقين.
والوجه الآخر: أنه أراد العلم واليقين، لأن الظن قد يرد بمعنى العلم...
والفتنة في قوله: {وظن داود إنما فتناه} هي الاختبار والامتحان، لا وجه لها إلا ذلك في هذا الموضع..
فأما الاستغفار والسجود فلم يكونا لذنب كان في الحال، ولا فيما سلف على ما ظنه بعض من تكلم في هذا الباب، بل على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى والخضوع له والتذلل والعبادة والسجود. وقد يفعله الناس كثيرا لمواليهم، فكذلك قد يسبحون ويستغفرون الله تعالى تعظيما وشكرا وعبادة.