أبواب الحوار الكرتونية ثم بعد ذلك كله، يدعونك للولوج في أبواب الحوار التي يدعون أنها مشرعة فإذا ما حاول أحدهم ولوجها ارتطم بسدود منيعة، وجدران محصنة، وانكشفت له الحقيقة، حقيقة تلك الأبواب التي سرعان ما سيتضح أنها ليست سوى أبواب كتلك التي تظهر في الأفلام الكرتونية، أعني رسومات لأبواب مفتوحة مرسومة على جدران من الحديد والإسمنت المسلح بشتى أنواع الممانعات.
صخب أجوف ومن جهة أخرى فإن ذلك الذي يدعو إلى إعادة النظر بالموروث، مدعيا احتواء هذا الموروث على الكثير من الخرافات لا نجد له عملا واحدا تحقيقيا، ولا محاولة جدية واحدة تدلل على عمله بما يدعو الناس إليه.
بل إننا لو تأملنا فيما يقدمه للناس من تشكيكات، وما يرسمه من علامات استفهام على أنه من إبداعاته الفكرية، لألفيناه قديما قد " أكل عليه الدهر وشرب " وأبطله علماؤنا منذ عشرات أو مئات السنين، وهو في الواقع، وبعد تصفيته من المفردات اللفظية الجديدة، وفصله عن الصخب الذي يثير في القارئ إحساسا بالرهبة والإحباط معا، ليس إلا شرابا معتقا قدم في قوارير جديدة وملمعة. وتكون النتيجة هي: أن هؤلاء يرفضون ما عندهم ويسقطونه، ثم لا يقدمون أي شيء سواه مما يدعونه أو يدعون الناس إليه، ورغم ذلك لا يتوقف ضجيجهم وصخبهم.
الشاذ المطلوب والمتأمل في نصوص هؤلاء التي تحدثوا فيها عن التراث، يجد أنهم قد أنزلوا أنفسهم المنزلة التي لا يستحقون، فتكلموا بما لا يعرفون، وتطاولوا على البت فيما لا يفقهون مع إيجابهم على الناس قبول كلامهم فيه وترك ما يؤثر من خلافه.