خامسا: ماذا عن رأي الشيخ الصدوق (قده):
إن المطلع على رأي الصدوق (قده)، يدرك حجم التهويل الذي أطلقه " الكاتب " عندما وصف ما ذهب إليه العلامة المحقق بأنه رأي قديم للمفيد (قده)!! مصرحا بأن هذا الرأي قد ضعفه بعض أعلام التفسير كالعلامة الطباطبائي (قده) موحيا بانفراد الشيخ المفيد به.
وهذا غاية في التمويه والتعمية، بل التضليل، وتزوير ما بعده تزوير. فما ذهب إليه الشيخ المفيد (قده) سبقه إليه الصدوق (قده) الذي قال: " وفي العادة أيضا أن يخاطب الأقرب ويعاتب على ما يأتيه البعيد عن إتيان ما يوجب العقاب، وقد قال الله عز وجل لخير خلقه وأقربهم إليه {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} وقد علم عز وجل أن نبيه (ص) لا يشرك به أبدا.. إنما خاطبه بذلك وأراد به أمته، وهكذا موسى (ع) الذي عاتب أخاه هارون (ع) وأراد بذلك أمته اقتداء بالله تعالى ذكره واستعمالا لعادات الصالحين قبله وفي وقته " (1).
والشواهد على هذا الأمر كثيرة، فقد نقل عن رسول الله (ص) قوله لابنته الصديقة الشهيدة الطاهرة: والله لو سرقت فاطمة لقطعت يدها، ولا يتوهم بحق الزهراء (ع) فعل القبيح.
وكذلك قول الله لعيسى (ع) مما جاء في محكم التنزيل: {وإذ قال الله لعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله، قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق} (2) فالله يعلم بأن عيسى (ع) لم يقله، إنما سأله ليظهر براءته على لسانه.
وقال تعالى: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم