عالما بكذب فلان، خاصة إذا كانت هذه المعرفة ناتجة عن غير اختبار هذا الشخص، وبين ترتيب الآثار العملية على هذه المعرفة لا شك بأنه ساذج.
بعبارة أخرى: إن العلم بكذب إبليس عن طريق الاختبار المباشر له وهو المسمى بظهور دلائل كذبه، شيء، وأن تقبل ما يخبرك به لعدم ظهور دلائل كذبه، خاصة مع قسمه شيء آخر.
والذي لا يميز بين هذين الأمرين، فإنه إن لم يكن ساذجا فإنه لا محالة صادق في نواياه!! وصفاء سريرته!!!.
خلاصة الفصل السادس ويمكن تلخيص ما جاء في هذا الفصل بالتالي:
1 - إن الكاتب يكيل بمكيالين، فهو يستنكر على العلامة المحقق أنه يتبنى رأيا ويرفض آخرا، في الوقت الذي هو نفسه يدافع عن رأي ويستبعد آخر بحجة الظهور تارة والسياق أخرى.
2 - محاولة توهين رأي العلامة المحقق في التفسير بحجة أنه رأي قديم للشيخ المفيد (قده). مع أننا ذكرنا أن هذا الرأي قد ذهب اليه، فضلا عن المفيد كلا من الصدوق والمجلسي ومكارم الشيرازي والشيخ السبحاني.
3 - تحريف رأي الشيخ الطبرسي (قده) ثم وضعه في سياق المؤيدين لما قاله صاحب (من وحي القرآن).
4 - وكذلك فعل في رأي الشيخ الطوسي (قده) عين ما فعله برأي الطبرسي (قده).
5 - تجاهل الكاتب ما أجمع عليه المفسرون من أن قول هارون (ع): {ولا تشمت بي الأعداء} إنما يراد به أنه (ع) خاف من أن يتوهم بنو إسرائيل من فعل موسى (ع) عندما أخذ برأسه يجره إليه، أنه أراد إيذاءه.
واستعمال لفظ " توهم " أو " ما ظاهره الإهانة " يدفع أن موسى (ع) أراد إيذاء هارون حقيقة.