ولعمري فإن مغزى كلام العلامة المحقق ومؤاخذاته على هذه المقولة لا يدركه من كان ذو عصبية، وإنما يدركه من كان متجردا حرا في رأيه.
طرائف إبليسية استغرب " الكاتب " قول العلامة المحقق في تفسيره لفعل آدم عليه السلام: " وليس من حق آدم (ع) أن يكذب أحدا لم تظهر دلائل كذبه، فكان من الطبيعي أن يقبل آدم (ع) منه ما أخبره به " (1).
وهو استغراب لا مبرر له، لأن ما استدل به على حقه بالإستغراب هو أن آدم (ع) وزوجته في جوابهما لله عز وجل عندما سألهما " ألم أنهكما عن تلكما الشجرة.. " قالا: " ربنا ظلمنا أنفسنا " ولم يقولا: " أنه ليس من حقنا تكذيب إبليس في إخباره " وهو استدلال طريف.
ونجيب: أنه لم يفهم كلام العلامة المحقق الذي يريد أن يقول: إن الله عز وجل لم يزد على أن حذرهما من إبليس أن يخرجهما من الجنة فيكون التعب والشقاء، وإبليس لم يتحدث معهما عن الخروج من الجنة ولا عن معصية الله، وإنما ذكرهما بنهي الله لهما عن الشجرة بقوله: {ما نهاكما ربكما..} ثم فسر لهما أسباب النهي عن الشجرة وقاسمهما أنه لهما لمن الناصحين، ولم يكن ثمة ما يدل على وجود كذب لديه حتى ولو كان يرغب في إخراجهما من الجنة.
ومهما يكن من أمر، فلماذا لا ينطبق هذا الذي استدل به على كلام صاحبه الذي يدافع عنه، إذ أن آدم (ع) وزوجه قالا: {ربنا ظلمنا أنفسنا} ولم يقولا: " لم يكن لنا عهد بأساليب اللف والدوران.. "؟!!.
والأطرف من ذلك تأييده لكلام صاحبه برواية الكافي عن الصادق (ع) رغم أنها رواية مؤيدة لكلام العلامة المحقق (أيده الله) بطريق أوضح