انتزعه " من سياق الحديث الذي كان بصدد إعطاء ظواهر الآيات المباركة ". ولو كان (السيد) فضل الله في استظهاره الأولي للآيات يتحدث عن أن إبراهيم (ع) كان في مقام الإستدلال، فلماذا احتج الكاتب بأن المحقق العاملي إنما انتزع " المقولات الجريئة من سياق الحديث الذي كان بصدد إعطاء ظواهر الآيات المباركة ".
وما يؤيد ذلك أن الكاتب زعم أن العلامة ناصر مكارم الشيرازي فعل ما فعله صاحب " من وحي القرآن "، أي قدم أولا دلالات الآيات بحسب ظهورها الأولي (1).
إلا أن " الكاتب " لم يذكر تلك الآراء التي يزعم أنها تمثل دلالات الآيات بحسب ظهورها الأولي، بل تجاهلها ولم يأت بنصوصها الحرفية!! ولإظهار ذلك نستعرض آراء " من وحي القرآن " التي ذكرناها في بداية الفصل تحت عنوان " النصوص المشكلة " لإجراء مقارنة بينها وبين ما ذكره " الكاتب " من كلام للعلامة ناصر مكارم الشيرازي حول كل آية من الآيات موضع البحث:
الآية الأولى: {فلما جن عليه الليل رأي كوكبا قال هذا ربي}.
قال " السيد فضل الله ": ".. {قال هذا ربي}.. في صرخة الإنسان الطيب الساذج الذي خيل إليه أنه اكتشف السر الكبير الذي يبحث عنه كل الناس، كما لو لم يكتشفه أحد غيره، وكأنه أقبل إليه في خشوع العابد وفي لهفة المسحور.. وفي اندفاعة الإيمان.. وربما ردد هذه الكلمة {هذا ربي} في سره كثيرا.. ليوحي لنفسه بالحقيقة التي اكتشفها ليؤكدها في ذاتها بعيدا عن كل حالات الشك والريب.. وبدأت الكواكب تشحب.. ثم بدأت تبهت.. حتى غابت عن العيون.. لقد ضاع الإله في الأجواء الأولى للصباح.. وانكشفت له الحقيقة