وقد عمد " الكاتب " إلى تجاهل الرأي الثاني عند الشريف المرتضى.
والجدير ذكره أن ما نسبه " الكاتب " لهؤلاء الأعلام الثلاثة من أنهم يقولون بغموض دائرة الاستثناء لديه هو محض افتراء.
ولكن السؤال الذي يطرح هنا: لماذا علم نوح (ع) أن زوجته لا تقع في دائرة الاستثناء؟
الإجابة لا تخرج عن كون ذلك يعود إلى معرفة نوح (ع) بكفر امرأته.
ولو كان الاستثناء لا يتعلق بمن استقر على الكفر، ولم يؤمن، فلماذا لم يطلب نجاة امرأته أيضا، إذ لعلها تدخل في دائرة (وأهلك) وذلك يوضح، بما لا مجال معه للشك، أن عدم سؤال نوح (ع) عن امرأته إنما يعود لمعرفته بخروجها عن هذه الدائرة لكفرها.
فإن كان كفر امرأته أخرجها عن دائرة (وأهلك) فكيف يظن بقاء ولده ضمنها مع علمه بكفره.
والمحصل: أنه لا محيص عن القول بأن نوحا (ع) لم يكن يعلم بكفر ولده.
ومن يزعم أن نوحا (ع) قد فهم أن المراد من الاستثناء {إلا من سبق عليه القول} هو خصوص زوجته من دون ملاحظة سبب ذلك فيها، وهو خصوصية كفرها كان ذلك منه تحكما لا مبرر له، وتخصيص من غير مخصص، لا دليل عليه..
الشيخ السبحاني: كان الابن متظاهرا بالإيمان مبطنا للكفر ولسماحة العلامة الشيخ جعفر السبحاني في كتابه القيم (عصمة الأنبياء في القرآن الكريم) مناقشة لطيفة لهذه القضية نوردها لأهميتها محاولين قدر الإمكان الإيجاز.