يجمع عليه المفسرون الشيعة - كما يزعم الكاتب - منذ عصر الطوسي إلى عصرنا الحالي؟!!.
ألم ينقل " الكاتب " نفسه رواية جميل عن أبي عبد الله (ع) التي تقول: " أنه (ع) مر على وجهه مغاضبا لله " (1) ويسجل في الهامش تعليقة العلامة المجلسي (قده ) في بحاره أن معنى قوله (ع) مغاضبا لله أي مغاضبا قومه لله بمعنى أن غضبه (ع) كان لله لا للهوى. فكيف يتمرد عليه تعالى.
ونختم بكلام السيد المرتضى (علم الهدى) الذي قال: " أما أن يونس (ع) خرج مغاضبا لربه من حيث لم ينزل بقومه العذاب فقد خرج في الافتراء على الأنبياء (ع) وسوء الظن بهم عن الحد وليس يجوز أن يغاضب ربه إلا من كان معاديا له وجاهلا بأن الحكمة في سائر أفعاله " (2).
في الروايات أما الروايات (3) التي نقلها " الكاتب " فليس فيها ما يعول عليه فيما ذهب إليه بل لا نفهم - ولا غيرنا يفهم - منها ما فهمه هو منها، بل إن بعضها لا علاقة له بموضوع البحث ومحل الإشكال، ولا ندري سبب إيرادها..
وفيما يلي نعالج نموذجا يصلح أن تقاس عليه بقية الروايات التي نعيدها إلى " الكاتب " ليرشدنا إلى الفائدة منها فيما يدعيه في فرصة أخرى.
أ - إن رواية الفقيه والكافي التي تقول: " أي قضية أعدل من قضية تجال عليها السهام.. " لا تدل على أن يونس (ع) كان آبقا من ربه متمردا عليه ولا علاقة لها بموضوع البحث أصلا.