الأشياء نتاج قدرته.. وأدرك أن الله لا يحس كما تحس الموجودات الأخرى بالسمع والبصر واللمس، ولكنه يدرك بالعقل والقلب والنور.. " (1).
فالذي يظهر من كلام العلامة الطباطبائي (قده): أن موقف إبراهيم (ع) من الأصنام وقبل موقفه من الكواكب يظهر ظهورا لا شك فيه أن إبراهيم (ع) كان على علم بأن الله أنزه عن التجسم وأنه لا يحس كما تحس الموجودات الأخرى بالسمع والبصر واللمس.
بينما يظهر من كلام صاحب " من وحي القرآن " أن إبراهيم (ع) لم يكن يعلم ذلك إلا بعد الانتهاء من قصته مع الكواكب وهذا أول التناقضات.
2 - إبراهيم يبحث عن الرب أم الإله؟:
رأي السيد الطباطبائي (قده) الذي تقدم ذكره وعلى لسان " الكاتب " أيضا هو: " فالذي يعطيه ظاهر الآيات أنه (ع) سلم أن لجميع الأشياء إلها فاطرا، واحدا لا شريك له في الفطر والإيجاد، وهو الله تعالى، وأن للإنسان ربا يدبر أمره لا محالة وإنما يبحث عن أن هذا الرب المدبر للأمر، أهو الله سبحانه وإليه يرجع التدبير كما إليه يرجع الإيجاد، أم أنه بعض خلقه أخذ شريكا لنفسه وفوض إليه أمر التدبير " (2).
أما رأي صاحب " من وحي القرآن " وقد تقدم ذكر أقواله التي تحدث فيها عن الإله لا الرب، بل وردد ذلك مرات عديدة وإليك ملخصها:
* "... فخيل إليه أن هذا هو الإله العظيم.. " (3) * ".. ولقد ضاع الإله في الأجواء الأولى للصباح.. " (4).