المستوى العقلي والروحي للناس من أجل تركيز هذا الاتجاه على قاعدة متحركة في الفكرة والأسلوب.. كما يمكن استيحاء القصة في مدلولها الرسالي في عدم خضوع الإنسان للبيئة فيما تحمل من أفكار وعادات ومشاعر، بل يعمل على ممارسة دوره الذاتي المستقل، كإنسان يفكر بحرية ويقتنع على أساس الدليل.
وتبقى لنا - في هذا المجال - هذه البراءة الفكرية من إبراهيم.. حيث نتمثله إنسانا يواجه العقيدة من موقع البساطة الوجدانية، والعفوية الروحية، التي تلتقي بالقضايا من وحي الفطرة لا من وحي التكلف والتعقيد.. ثم هذه اللهفة الحارة المنفتحة على الله - سبحانه - عند اكتشافه للحقيقة في توحيده في كل شيء، وفي الإقبال عليه بكل وجهه، وبكل فكره، وبكل روحه وانطلاقه العملي في الحياة.. لأن توجيه الوجه لله.. لا يعني - في مدلوله العميق - هذا الموقف الساذج الذي يتطلع فيه الإنسان نحو الأفق الممتد في السماء بنظرة حائرة بلهاء.. بل يعني انطلاقة حياة الإنسان وكيانه مع الله فيما يحمل من عقيدة، وفيما يرتبط به من فكر، وفيما يتحرك معه من خط، وفيما يستهدفه من أهداف.. وفيما يعيشه من علاقات وأوضاع وتطلعات.. إنه الاندماج في الحقيقة الإلهية، بأن تكون الحياة كلها لله.. وفي خدمة الله " (1).
نتابع مع " الكاتب " حيث المنهج هو المنهج، والأسلوب هو الأسلوب: تمويه، وتزييف، وتحريف، وتضليل، حيث تجاهل موضع الداء، والنصوص المشكلة التي قدمها العلامة المحقق، وتلاعب بنصوص العلماء لتطابق كلام صاحبه كما تلاعب بنصوص صاحبه لتنسجم مع كلام العلماء.
ولكي نقف على كل ذلك نستعرض كلام العلامة المحقق:
كلام العلامة المحقق بعد أن عرض العلامة المحقق للعناوين المنتزعة من النصوص المشكلة التي تشير إلى محل الإشكال وتعينه، عمد إلى توضيح المشكلة الحقيقية قبل ان