معصية آدم عليه السلام كمعصية إبليس والفرق بينهما:
ذكر " الكاتب " أن هاتين المقولتين قد تبدوان: " غريبتين، وجريئتين، بيد أن الرجوع إلى سياق الحديث والأحاديث الأخرى للسيد في نفس الكتاب (من وحي القرآن) يظهر المقصود بصورة جلية وواضحة.. " (1) ونقول له:
أ - مما لا يخفى أن العودة إلى سياق الحديث ضرورية، وهذا أمر نفهمه ونتفهمه. هذا إذا كان هناك قرائن وشواهد، ترفع الشبهة وتحل الإشكال.. إلا أن العودة إلى سياق الحديث تقتضي العودة إلى موضع النص، والآيات موضع الشرح، لا العودة إلى الأحاديث الأخرى المشتتة في خمسة وعشرين مجلدا هي مجموع مجلدات كتاب " من وحي القرآن ".
ولا يخفى أن ما يعنينا هو موضع الداء الذي يحتاج إلى دواء.
على أن الرجوع إلى الأحاديث الأخرى مخالف للقاعدة الأصولية الثابتة وهي: " عدم جواز تأخير البيان عن موضع الحاجة " التي تقتضي بأنه لو خلي النص لوحده بمعزل عن النصوص الأخرى المتباعدة زمانا ومكانا، فهل يكون فيه من الإيضاح ما يرفع الشبهة ويدفع اللبس ويحل الإشكال؟ .
والغريب أنه كيف يجهل " كاتبنا " هذه القاعدة التي تدرس عادة للمبتدئين في علم الأصول؟ !.
بل كيف فات ولده ابن الخامسة عشر الذي يتخذه مستشارا له في علوم الدين وحقائق الإيمان أن يلفته إليها ليشهد على صحة ما نقول وصوابية ما ندعي..