حصانة لذلك " البعض " حالت دون القيام بأي مجهود يمكن أن يفتح ملف هذه القضية ويطرحه على بساط البحث.
ولكن، لما كانت القضايا التي تثار على درجة كبيرة من الأهمية والحساسية بالنسبة للإنسان المؤمن، لأنها تمثل قضاياه الإيمانية والعقيدية، ولما كان من غير المعلوم أن تنحسر في وقت قريب الظروف السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد، بل ربما تزداد تعقيدا على تعقيد، بسبب هذه الملابسات جميعا، وربما اغترارا بمنطق هذا " البعض " الداعي إلى الحوار مع مختلف الفئات، بدأت بعض الأصوات الخافتة جدا تسمع من هنا وهناك، من قبل بعض الذين يتعاطون بالشأن العلمي، للجهر بما عندهم من ملاحظات نقدية على تلك المقولات.
وهنا تساءل الكثيرون: هل فتح باب الحوار كما كان متوقعا؟ فجاءتهم الإجابة الصحيحة والصريحة لتقول: نعم لقد فتح باب الحوار لكنه من نوع آخر غير الذي كان يدعو إليه ذلك " البعض ".
إنه " الحوار القمعي ". فالدليل العلمي ووجه بالقمع، والنقد ووجه بالاتهام وبالسباب والشتائم، أما الأسباب الموجبة لهذا القمع، فهي - على حد زعمهم - حساسية الأوضاع التي تمر بها الأمة، والظروف الدقيقة التي تعيشها.
وهكذا.. فقد جاء الرد (الحوار) على المنتقدين ليصنفهم على أساس أن أحدهم ينطلق من عقد نفسية، وآخر تحركه مطامع مالية، وثالث يستحكم به جهله، ورابع خرج عن خط الصواب ولا يعيده إليه، إلا " التأديب " بالضرب المبرح الذي أدخله المستشفى لعدة أيام.
إنها مفردات " قاموس الحوار الحديث " التي تمسك بها هؤلاء، وأخذوا يطلقونها عشوائيا يمينا ويسارا على كل من تسول له نفسه حتى أن يفكر بتوجيه نقد، مهما كانت طبيعته، إلى " الرمز " أو " المرشد ".
شخص غير عادي لدور غير عادي لقد كانت المحاولات النقدية التي حصلت مرعبة في نتائجها، وهي تتمحور حول مجموعة من الأسئلة: