لم نفاجأ بها. ولا نبالغ إذا قلنا إننا لم نكن ننتظر منه غير ذلك.. وقديما قالوا: إن لم تستح فافعل ما شئت.
وفيما يلي نشير إلى ذلك وغيره خلال معالجتنا للعناوين التي تعرض لها والمواضيع التي أثارها:
نسيان موسى عليه السلام يستعرض " الكاتب " في معرض حديثه عن قوله تعالى: {قال لا تؤاخذني بما نسيت} آراء ينسبها للعلماء زورا وبهتانا كما هو دأبه بعد تحريف أقوالهم لتنسجم مع أهوائه وأهواء صاحبه الذي يدافع عنه.
أ - التحريف الأول: كلام العلامة المحقق:
إن أول ما طالعنا به " الكاتب " من تحريفات هو تحريفه وافتراؤه على العلامة المحقق حيث زعم أنه (أعزه الله) يرى: " أن من الجرأة تفسير قول موسى (ع) هذا {لا تؤاخذني بما نسيت} بمعنى: بما نسيت من عهدي لك. وفسرتم (مخاطبا العلامة المحقق) النسيان بمعنى الترك ليكون معنى الآية: (لا تؤاخذني بما نسيت) أي: بتركي العمل في المورد الذي كان علي أن أهمل الوعد فيه.. إذ لا يجوز لي في هذا الموقف إلا أن أبادر للردع عن المنكر الظاهر " (1).
ولا ندري من أين جاء " الكاتب " بهذا الكلام الذي نظن أنه من عندياته ومن مخيلته الواسعة..
ومهما يكن من أمر فإن الذي قاله العلامة المحقق هو:
" إذا كان ثمة وجه صحيح ومعقول، ومنسجم مع دلالات الآيات القرآنية، فلماذا اللجوء إلى تفسير الآيات بطريقة توجب الشبهة وتوقع في المحذور " (2).