الزهراء (ع) تتدخل مجددا إذن، لقد أخمدت الأصوات التي كادت أن تهمس بالنقد ل " الرمز " و " المرشد "، ويكاد الناس لا يعلمون بها أصلا.
ولا شك أن أي محاولة نقدية جديدة من هذا النوع سيتم إخمادها بسهولة عبر الأساليب الحديثة " للحوار ". ولكن جاء ما لم يكن بالحسبان.
ففي يوم من الأيام، وفي مسجد الإمام الرضا (ع) في بئر العبد (بيروت)، وفي محاضرة لمجموعة من الأخوات، ودون أي سابق إنذار عمد ذلك " البعض " ابتداءا، إلى طرح ما يجول في خاطره، ما أطلق عليه هو أنه علامات استفهام، وهو في الحقيقة تشكيك يستبطن الإنكار لكل ما جرى على الزهراء (ع) من مهاجمة القوم لدارها، وإحراق بابه، وكسر ضلعها الشريف، وإسقاط جنينها.. بدعوى أن القوم الذين هجموا على الدار كانت قلوبهم مملوؤة بحب الزهراء (ع) فكيف نتصور أن يهجموا عليها؟! وأضاف: على أن البيوت آنذاك لم يكن لها أبواب!!! وفي مناسبة أخرى تحدث عن قول الخليفة الثاني لمن قال له عندما هم بإحراق الباب إن فيها فاطمة فقال: وإن، وتجلت في حديثه هذا فنون رفيعة من الذوق اللغوي، والخبرة البالغة باللغة العربية الفصيحة والبليغة والتي ظهرت بأبهى حللها، وبأحسن صورها، حين أصبح معنى: " وإن " عند هذا البعض: " ما إلنا شغل بفاطمة إحنا جايين نأخذ علي "!!!
وهكذا.. فكما كان موقف الزهراء (ع) في حياتها من موضوع الخلافة وفدك، وموقفها الصارخ بعد وفاتها بوصية إخفاء قبرها، موقفا حاسما فتح الباب على مصراعيه لإثبات عدم صلاحية وأهلية من تصدى لمقام الخلافة، بل وحفظ بذور التشيع، فقد كان لإنكار مظلوميتها وقهرها الدور الحاسم أيضا في ظهور الأمر وانكشاف الحقيقة.
الانحناء أمام العاصفة وذاع الخبر وانتشر حتى وصل إلى مدينة قم المقدسة؛ من يصدق: فلان يشكك بما جرى على الزهراء (ع) بعد وفاة أبيها (ص)؟!!!