أما بحثه في المقام الثاني: فقد كان على سبيل التنزل وهو مقتضى قوله: " سلمنا أن الهم قد حصل " فإن هذا تعبير من يتنزل. فلا يصح نسبة هذا القول إليه لأن ما يذكر على سبيل التسليم والمجاراة لا يكون هو الرأي الذي يلتزم به بصورة نهائية.
ثانيا: كلام المجلسي (قده):
ويقع الحديث فيه في نقاط عدة:
1 - إن " الكاتب " عمد إلى التعمية على قول المجلسي الذي قال قبل عرض رأي الرازي: " فإن اعتراف الخصم أجدى في إتمام المرام " وهذه العبارة أعني: " اعتراف الخصم " وإن ذكرها " الكاتب " في النص الحرفي لكنه في التمهيد له حذفها واكتفى بأن ينسب للمجلسي (قده) اعتباره أن ما جاء في تفسير الرازي: " أجدى في إتمام المرام " في هذا المقام.
وكذلك حذفها من خاتمة بحثه حينما نسب إلى المجلسي (قده) قوله فقط " بل اعتبرها: (أجدى في إتمام المرام) في مقام دفع الإشكال والإيهام " فراجع ما نقلناه آنفا من كلام " الكاتب ".
ولا يخفى أن حذف عبارة: " اعتراف الخصم " في التمهيد ثم في الخاتمة يهدف للتعمية على القارئ وإبعاده عن أن يلتفت إلى دلالتها عند المطالعة.
ودلالتها واضحة، فإن كلام الرازي هو كلام الخصم، والمقصود بالخصم هو الذي لا يتبنى ما يقوله الشيعة الإمامية من العصمة المطلقة.
وعليه، فإن الاستدلال بكلام " الخصم " إنما هو للأخذ منه ما يفيد في إثبات ما يعتقده ويتبناه الشيعة الإمامية دون الالتفات إلى غيره مما لا يحتاج إلى مناقشة أصلا.
وبعبارة أخرى: إن كان الرازي يتبنى، كما يظهر من كلامه أن يوسف (ع) لم يهم أصلا، فإن إيراد المجلسي (قده) لكلامه هو للأخذ بهذا الوجه، ولا يضر ذلك استعراض الآراء الأخرى، على اعتبار أن الخصم إن كان ممن لا يمنع عن الأنبياء المعصية ولا هو ممن يؤمن بعصمتهم المطلقة، فتنزيهه للنبي