المتخصصة والمتمرسة في جوانب الموضوع، والتي لها باع طويل في مجالات البحث والتنقيب والتحليل، وكذلك التوجه الجاد والسليم، والتجرد عن الغايات والأهواء، شرط أساسي في تدعيم وتطوير عملية البحث نفسها.
فالكفاءة إذن، هي المحك العلمي والعملي في تمييز من هو جدير بأن يكون في مستوى التعاطي مع القضايا الفكرية الكبيرة، ممن هو طارئ عليها، يناوشها من بعيد، ولا يجرؤ على اقتحامها كي لا تفضحه، ولا يليق به، والحال هذه، أن يبقى مكتوف الأيدي أمامها، باعتباره رمزا كبيرا في المعادلة القائمة على الساحة الفكرية والثقافية.
رموز الوقت الضائع انعزال عن البحوث العلمية الجادة، ثقافة فردية آحادية، انبهار بالغرب والحداثة ومنجزاتها، عودة مبكرة من عاصمة العلم ومعقله إلى الإقامة في ساحة متواضعة علميا. عناصر اجتمعت في شخص.
ظروف تاريخية مؤاتية استطاع الاستفادة منها إلى أقصى الحدود.
إنحدار من عائلة دينية، خطاب ثوري، محمل حسن.
ظروف أضيفت لسابقاتها عززت موقعه، وجعلته بمنأى عن المراقبة والمسائلة والمتابعة لنتاجه الفكري..
وإذا أضيفت إلى كل هذه الظروف، أوضاع سياسية وأمنية حساسة ومعقدة، فلا شك أن القضية ستتعقد أكثر، لكنها في نفس الوقت تصبح واضحة ومفهومة أكثر، فنعرف من خلالها الأسباب والدوافع والدواعي التي جعلت هذا المشروع وتلك المقولات بمنأى عن القراءة والنقد.
الحوار القمعي ورغم عدم اطلاع أغلب العلماء والمفكرين والمثقفين والهيئات العلمية والثقافية، على طبيعة الأفكار التي كان يطرحها البعض، إلا أنه قد يمكن القول بأن ثمة فئة منها كانت على علم بها، ولعل كل تلك الظروف هي التي شكلت