الأحسن، إذ من المستبعد أن يكون ثمة شخص يدعي العلم ويرتكب تلك الهفوات الواضحة البطلان، حيث برز اتجاه واضح في تحوير وتضييع موارد الإشكال، وحرفها عن موضعها فضلا عن التلاعب بنصوص العلماء بشكل سافر، كما سيأتي في محله.
على أن ادعاءات " الكاتب " من أنه لا يريد أن يبرئ أحدا من الخطأ أو الزلل أو الاشتباه، " وأن رسائله ليست دفاعا عن (السيد) الشخص أو موافقة عل كل ما جاء به من تفسير "، إذا ما قورنت هذه الإدعاءات بما جاء من محاولات لتمييع الإشكالات وتحريفها عن موردها، فإن ادعاءاته تلك تصبح غير ذات جدوى.
ورغم كل تلك الاحتمالات القوية حول نية " الكاتب " بالنشر، واشتراطه لذلك الشرط، فقد أحال العلامة المحقق الرسالة الثانية إلي وقد قمت بالفعل، بالعمل على تجهيز رد عليها.
الخبر اليقين:
لم تمض إلا أيام قليلة على وصول الرسالة الثانية، حتى وصل الخبر اليقين:
إن " الكاتب " ينوي بالفعل نشر الرسائل، وأن الأمر برمته ومن أساسه مفتعل ومدبر.
لقد كانت الرسائل الشفهية الكثيرة التي كان يرسلها " الكاتب " مستعجلا الرد، رغم عدم مرور وقت كبير، تزيدنا قناعة على قناعة، ويقينا على يقين بما يحيكه " خفافيش الليل " الذين يعجزون عن إصدار كتاب واحد نقدي يخلو من تحريف وتزوير، وفي ذلك دلالات كبيرة لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
اتخذ العلامة المحقق قراره وأخبرني إياه: " إحتفظ بالرد ولا ترسله فإن القوم يتآمرون كعادتهم ".