المحقق في تفسيره هو قوله: " إن ما ذهبتم إليه من تفسير ما حصل بين موسى وهارون " ع " والذي هو رأي قديم للشيخ المفيد (قده) قد ضعفه أعلام التفسير كالعلامة الطباطبائي في ميزانه واعتبره مخالفا لسياق الآيات في سورتي طه والأعراف " (1).
ولا يخفى أن وصف " الكاتب " لرأي العلامة المحقق بأنه رأي قديم للشيخ المفيد (قده) هو محاولة لتوهين هذا الرأي وتسخيفه!!.
وإذا كان ثمة من حاجة للرد على هذا الكلام، فخير رد هو ما قاله أمير المؤمنين (ع) لمعاوية عندما وصفه بأنه كان يقاد كالفحل المخشوش فأجابه (ع) بقوله: " لعمرو الله لقد أردت أن تذم فمدحت " (2).
فإن كون هذا الرأي قد ذهب إليه الشيخ المفيد (قده) هو شرف كبير أنى لهذا " الكاتب " ولأمثاله أن ينالوه، اللهم إلا إذا كان " الكاتب " يعتقد بأن الدهر يفسد الرأي الصحيح ويصحح الفاسد منه!!.. على أننا سنكشف أن هذا الرأي ليس رأيا للشيخ المفيد (قده) وحسب، بل هو ما ذهب إليه معظم علماء الأمة وأعلامها..
وما يستوقفنا في كلامه هذا أيضا هو قوله عن هذا الرأي بأنه: " قد ضعفه بعض أعلام التفسير كالعلامة الطباطبائي (قده) إذ لا يخفى بأن تعبيره " بالبعض " قد ينحصر بالعلامة الطباطبائي (قده) كما سنكشف عن ذلك بعد قليل.
ثانيا: وأن يفضح فافتضح:
ومما قاله أمير المؤمنين (ع) لمعاوية: " لقد أردت أن تذم فمدحت، وأن تفضح فأفتضحت.. ".