جذورها، فإن ذلك من شأنه أن يلقي الضوء، وينير طريق معرفة الأسباب الكامنة وراء الحرص الشديد من قبل هؤلاء على عدم إقفال هذا الملف، وتحريكه من حين إلى آخر، وإذكاء ناره وتأجيجها، لأن المتابع والمستقرئ لكل نتاج ذلك " البعض "، بل ونتاج الآخرين المؤيدين له، يبدو له أن هناك منهجا واضحا، ومسلكا يتسم بالإصرار على المضي قدما في هذا النهج، والتمسك بكل خيوطه، الخفي منها والمعلن، ولأجل الوصول إلى مرحلة يتم معها ترسيخ هذه الأفكار باعتبارها تمثل الأطروحة الفكرية الكبرى التي يعمل على إيجادها منذ زمن ليس بالقصير، وهذا ما يعترف به هو نفسه.
انحراف لا يمكن تجاهله ولا يضر المرء قيامه بإلقاء نظرة سريعة على تلك المقولات، مستعرضا بشكل سريع ومتسلسل، أهم عناوينها وسماتها الكبرى والرئيسية التي يمكن من خلالها تمييز المسلك الفكري والمنهجي عنده. ولا نشك بأن القارئ سيخرج بنتيجة مفادها: أنه لا يمكن اعتبار ذلك المنهج إخلالا في مسألة من المسائل التاريخية أو العقيدية أو الفقهية، إذ لو كانت المسألة بهذا الحجم وبهذا المقدار، لكانت الأمور أسهل، وطريقة معالجتها أيسر، وأن هذا يحصل عند أكثر العلماء إن لم يكن كلهم، وهذا من الأمور التي لا شك أنها تساعد على تنمية وتطوير المباحث العلمية في جميع فروعها وتشعباتها.
أما عندما يلاحظ المتتبع لكل نتاج هؤلاء، ويرصد أن الذي يطرح، إنما هو برنامج متكامل، ونسيج فكري محكم الترابط تجمع بين خطوطه مفاصل أساسية تبرز بوضوح حجم هذا المشروع الذي يراد تثبيته وترسيخه، فإن ذلك أمر يبعث على القلق، ويثير الارتياب والشك، مما يضعف إمكانية تجاهله أو السكوت عنه.
خطر السقوط إلى الهاوية على أن تضاؤل إمكانية السكوت على ما يجري، نابع من معطيات باعثة على الخشية من أن تكون هناك إرادة واعية وراء هذا المشروع، الذي يفضي إلى انتزاع منشآت، وبنى فكرية وثقافية من مصادرها الغربية، مع ما يرافق ذلك