ثم ما معنى قوله: (1) " قد ينطلق من الشعور بالإساءة إلى مقام الله في ترك اتباع نصائحه.. " (2).
فهل المعصية الإرشادية إساءة إلى مقام الله أم إلى النفس؟!. وهل عصيان نصيحة الطبيب إساءة إلى الطبيب وإلى مقامه أم إساءة من المريض إلى نفسه؟!.
وهل يعقل أصلا أن تكون معصية آدم (ع) إساءة إلى مقام الله؟!!. وهل هناك من يقول بمثل هذه المقولة؟!!!.
وحتى لو كان العلامة الطباطبائي (قده) يقول: " إن النسيان هو نسيان عهد الربوبية " فإنه (قده) قد ذكر أن ذلك يعني " غفلة الإنسان عن ذكر مقام ربه " لا الإساءة إليه سبحانه وتعالى، فهناك فرق بين القولين..
بل أن العلامة الطباطبائي (قده) قد صرح بما لا يقبل الشك أن آدم (ع) قد أساء إلى نفسه، وفسر قوله تعالى: " فتكونا من الظالمين " بالظالمين لأنفسهم، حيث قالا على ما حكاه الله عنهما: " ربنا ظلمنا أنفسنا ". كما استدل (قده) على هذا المعنى بأنه تعالى: بدل هذه الكلمة في سورة طه بقوله: ".. فتشقى " أي فتتعب، وأن وبال هذا الظلم هو التعب في الحياة الدنيا.. فعلى هذا يكون الظلم منهما ظلم لأنفسهما لا بمعنى المعصية المصطلحة.. (3).
بعد ما مر نسأل " الكاتب ":
هل أن ما ذكره صاحب " من وحي القرآن " من أن آدم (ع) أساء إلى مقام الله سبحانه هو مما يكاد يجمع عليه العلماء؟!!!. وهل هو ما ذكره العلامة الطباطبائي (قده) والشهيد الصدر (قده) وغيرهما؟!!.