فهل تفسير الهم اليوسفي بالقصد هو قول أساس، أم هو مرفوض عند جميع العلماء الأعلام، وقد ذكر " الكاتب " هذا الأمر وأن جميع العلماء يرفضون أن يكون الهم اليوسفي هو العقد والعزم وذلك عند استعراضه لرأي الطوسي، والطبرسي، والشريف المرتضى، وغيرهم (1).
ولا يخفى أن تعبير العلامة المشهدي بلفظ: " قيل " يفيد تضعيف هذا الرأي.
الثاني: لو رجعنا إلى ما نقله " الكاتب " من نص (كنز الدقائق) لوجدناه ينقل عنه قوله: " المراد بهمه ميل الطبع.. الخ ".
لكن المراجع للنص الأصلي سيجد أن " الكاتب " المهووس، على ما يبدو، برياضة القفز والوثب الطويل قد عمد إلى القفز فوق كلمة واحدة هذه المرة كان المشهدي (قده) قد صدر بها الرأي الثاني وهي كلمة: " قيل " التي تفيد التضعيف، وعمد إلى تجاهلها كعادته بل هوايته.. والحق أن العلامة المشهدي (قده) قد قال بالنص الحرفي: " وقيل: المراد بهمه، ميل الطبع ومنازعة الشهوة.. الخ " (2) هكذا، وبقدرة قادر " طارت " كلمة " قيل " وأصبحت في خبر " كان " المحذوفة منعا لظهور الحقيقة!!
ولكن الملفت في كلام المشهدي أنه ذكر رأيين وكلاهما صدرهما بكلمة: " قيل " والذي يظهر لي أن المشهدي توقف في ترجيح أي من هذين القولين.
العلامة الطباطبائي (قده): الميل الطبعي لا يسمى هما وفي استعراضه لرأي العلامة الطباطبائي (قده) ارتكب " الكاتب " مفارقات عديدة، ولكي لا نطيل على القارئ لوضوح الأمر نختصر ذلك بالنقاط التالية: