يقول صاحب لسان العرب: " لامه على كذا يلومه لوما.. فهو مليم وملوم استحق اللوم " (1) حيث يلاحظ أن " الكاتب " لم يضع علامة الفتحة على كلمة مليم ولا يخفى سبب ذلك لا سيما أنه موضع البحث. وعليه فإن نص لسان العرب لا يفيده في إثبات مدعاه.
ولكن الملفت في نص لسان العرب أن صاحبه عرف الكلمة دون أن يشير إلى معنى " مليم " (بالضم) لكن قوله " مليم (بالفتح) استحق اللوم "، يفيد أن " المليم " (بالضم) بمعنى اللائم.. وإلا لم يحصل الفرق.
وفي مورد آخر فإنه عندما تعرض لكلمة " مليم " (بالضم) وأنها تعني " أتى ذنبا يلام عليه " نسبها لصاحب التهذيب، ثم عقبه بقول الفراء كما تقدم.
فيتضح بذلك: أن صاحب لسان العرب عندما ذكر رأي صاحب التهذيب رأى أن فيه مفارقة مع ما قدمه فعمد إلى إيضاح أن هذا المعنى نقله الفراء عن بعض العرب.
2 - وما فعله " الكاتب " في نص لسان العرب فعله أيضا في نص " العين " حيث تجاهل التحريك رغم أن الفتحة ظاهرة على الميم في " مليم ".
قال الفراهيدي: " رجل ملوم ومليم (بالفتح) قد استحق اللوم " (2).
أصل الفعل لام بإجماع أعلام اللغة:
إن من يراجع معاجم اللغة يتضح له أنهم يجمعون على أن أصل الفعل: " لام " وأن الآتي بما يلام عليه إنما هو: مليم (بالفتح) وملوم وأن الفاعل له إنما هو: لائم ومليم (بالضم) (3).