ونزيهة لما كتبتم ما كتبتم، ولعلمتم أن ما جاء به صاحب " من وحي القرآن " (شاذ وغريب) لم يقل به أحد لا من الأولين ولا من الآخرين.
هكذا، وبكل بساطة تطلقون الأحكام البعيدة عن الظهور، وتحددون الظاهر من غيره، وكأن الله تعالى وكلكم في هذا العصر ليكون رأيكم مقياسا للصحيح من الخطأ وما يلائم الظهور من غيره في عالم التفسير!! وكأن الإمام الحجة " عج " اختاركم قيما على المفسرين، وميزانا توزن به الآراء، والأقوال، والاتجاهات والمناهج.
لست أدري، لماذا تتحدثون بهذه اللهجة الصارمة، والطريقة الحاسمة، وكأنكم تدخلون في عالم التفسير لأول مرة: فلم تألفوا اتجاهاته المختلفة، ووجوهه المتنوعة، وأقواله المتعددة.. ".
ونعتذر من القارئ على استعارتنا نفس عبارات " الكاتب " بل عباراته النارية التي استخدمها للتهويل والتهكم على العلامة المحقق الذي هال " الكاتب " أن تسقط على يديه مقولات مشككة العصر بعقيدة أهل البيت عليهم السلام في عصمة الأنبياء، وإن ادعى الإيمان بها شكلا في الوقت الذي يطعن بها مضمونا.
الجهل المركب لدى الأنبياء!!
يقول صاحب " من وحي القرآن ": " كيف يخطئ هارون في تقدير الموقف، وهو نبي؟ أو كيف يخطئ موسى في تقدير موقف هارون، وهو النبي العظيم؟ وكيف يتصرف معه هذا التصرف؟.
ولكننا قد لا نجد مثل هذه الأمور ضارة بمستوى العصمة، لأننا لا نفهم المبدأ بالطريقة الغيبية التي تمنع الإنسان من مثل هذه الأخطاء في تقدير الموقف.. بل كل ما هناك، أنه لا يعصي الله في ما يعتقد أنه معصية، أما أنه لا