الآخرين كما يحلو " للكاتب " التعبير دائما.
عود على بدء وبالعودة إلى ما كنا قد تحدثنا عنه في البدء، فقد ذكرنا بأن العلامة المحقق اعتبر أنه " ليس ثمة دليل ملموس يدل على أن نوحا صلوات الله وسلامه عليه كان يعلم بكفر ولده، فلعله كان قد أخفى كفره عن أبيه، فكان من الطبيعي أن يتوقع عليه السلام نجاة ذلك الولد الذي كان مؤمنا في ظاهر الأمر، وذلك لأنه مشمول للوعد الإلهي.. " (1).
وقد كشف " الكاتب " عن أنه أصيب بالدهشة من كلام العلامة المحقق، لأنه اعتبر أن ما قاله العلامة المحقق هو نفس رأي صاحب " من وحي القرآن " بحذافيره على حد تعبيره.
غريب أمر هذا " الكاتب " كيف يجعل من يقول بأن نوحا (ع) كان لا يعلم بكفر ولده الذي أبطن الكفر، هو نفس رأي من يقول بأن نوحا (ع) كان يعلم بكفر ولده، بل وجعله هذا القول كذلك " بحذافيره ".
العجائب والغرائب قد مر أن " الكاتب " وبعد اطلاعه على ما ذكره العلامة المحقق قد أصيب الدهشة وأخذه العجب والاستغراب.
وهذه الحالة التي أصيب بها كشف عنها مرة أخرى بعد أن فعل ما فعل بنصوص العلماء، حيث عاد وقال:
" لا غرابة في المقولة الثانية والثالثة على الإطلاق.. بل أنتم أنفسكم قد ذهبتم إليها اضطرارا في نفس كتاب " خلفيات "، وفي نفس الصفحة التي تعترضون فيها على " السيد ".. وهذا من العجائب والغرائب في عالم النقد " (2).