ولا ندري، فلعل " الكاتب " يصدر مراجعات أخرى لاحقا يرد بها على الإمام زين العابدين (ع) - حاشدا بعض " الأدلة " و " الشواهد " أو النصوص التي يتلاعب بها ليثبت أن خطرات القلب لا تطعن بعصمة ولا تهتك ستر نبي أو إمام!! ولا تزيل مرتكبها عن محبة الله! ولا هي مخالفة لإرادته.
الشيخ الطوسي (قده): تنزيه يوسف (ع) عن الميل أيضا وما ذهب إليه الشيخ الطوسي هو بعينه ما ذهب إليه الشريف المرتضى (قده) مع فارق بسيط يتعلق بتفسير قوله تعالى: {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي}.
حيث اعتبر الطوسي (قده) إن هذا القول: " إخبار عما قال يوسف (ع) " وذكر (قده) أن: " أكثر المفسرين على أن هذا من قول يوسف (ع). وقال أبو علي الجبائي هو من كلام المرأة " (1) وكأني " بالكاتب " تغمره السعادة عند قراءته لهذا النص، لكنها سعادة لن تدوم لأطول من مدة قراءة هذين السطرين، ولن تلبث أن تتحول إلى تعاسة وشقاء عندما يعلم أن الطوسي (قده) عندما ذكر هذا التفسير ذكر معه ما يلي:
أ - " إنه إخبار عما قال يوسف (ع) على وجه التواضع لله.. " (2).
وبالتالي: لم يفسر الطوسي (قده) ذلك بمعنى أبرئ نفسي عن الشهوة وميل الطباع!!
ب - إن في الآية استثناء، فإن قوله (ع): وما أبرئ نفسي متفرع عن قوله: إن النفس لأمارة بالسوء، فيكون المعنى: إن النفس لأمارة بالسوء، ولذلك فإني لا أبرئ نفسي، لكن يستثني من ذلك: إلا ما رحم ربي وبالتالي، فإن تلك