وهذا الكلام صريح بأن النسيان كان بسبب الأكل من الشجرة الذي أدى إلى الخروج من الجنة إلى الأرض.
بعد ما مر ألا يعتبر ما ذكره " الكاتب " حول رأي العلامة الطباطبائي (قده) كما قدمه افتراء عليه، أو على الأقل قلة تدبر وتأمل منه في كلامه؛ لا سيما أنه شبهه بكلام صاحب " من وحي القرآن ".
السذاجة:
أما اتهام " الكاتب " للعلامة الطباطبائي (قده) بأنه قد وصف آدم (ع) بالسذاجة فمما يندى له الجبين.
والحق أن العلامة الطباطبائي (قده) إنما تحدث عن الإنسان الأول، ولم يتحدث عن الأنبياء، لأنهم (ع) كانوا حالة مميزة عن الإنسان الأول، وهذا التميز هو سبب الاصطفاء، وبالتالي: فلا يصح حمل كلامه (قده) على الأنبياء.
أضف إلى ذلك، أنه كيف يمكن وصف نبي الله آدم (ع) بالسذاجة!! (بمعنى سذاجة الفكر وبساطة الإدراك) كما عرفها " الكاتب " نفسه (1) والحال أن الله تعالى، كان قد علمه الأسماء كلها، بغض النظر عن ماهية تلك الأسماء، ومسمياتها، وذلك قبل إسكانه الجنة..
ثم إن " الكاتب " قد ذكر أن السذاجة تارة تعني البساطة في الإدراك، وامتلاك البديهيات، وقليل من النظريات، وأخرى تعني عدم الاطلاع على مكائد، وأساليب إبليس (2).
فهل هذه تساوي تلك؟! أي هل عدم الاطلاع على مكائد إبليس وأساليبه يساوي البساطة في الإدراك..؟! أم أن ذلك من تبعات تلك؟!!.