القرينة الثانية: اللهفة:
إن صراخ إبراهيم عليه السلام عند رؤيته للكوكب " هذا ربي " و الذي استوحى منه صاحب (الوحي) أنه صراخ " في مثل اللهفة " اعتبره قرينة ثانية. فهو يقول: " فهذا إبراهيم يواجه الكوكب الذي يبدو عاليا عاليا، بعيدا بعيدا، ولكنه يشرق في قلب الظلام فيشعر بالرهبة والروعة.. فيصرخ - في مثل اللهفة - هذا ربي.. انطلاقا مما كان يسمعه بأن الإله بعيد بعيد عن الإنسان.. " (1).
القرينة الثالثة: الكلمات الطفولية والمشاعر الساذجة:
أما القرينة الثالثة على هذا الشاهد فهي كلمة " لا أحب " لأن (السيد) فضل الله، يجد في هذه الكلمة " بعض كلمات الطفولة البريئة التي تحب من خلال مشاعرها الساذجة إزاء الأشياء.. " (2).
القرينة الرابعة: الطفل الذي وجد شيئا قد أضاعه:
إن صرخة إبراهيم عليه السلام " هذا ربي " عندما شاهد القمر، هذه " الصرخة الطفولية " قرينة رابعة، عند صاحب (من وحي القرآن)، على هذا الشاهد؛ لأن هذه الصرخة " تماما كمثل الهتاف الذي يهتف به الطفل عندما يجد شيئا قد أضاعه، أو شيئا قد طلبه " (3) على حد تعبيره.
القرينة الخامسة: الأشياء الكبيرة والفكر الساذج أما القرينة الخامسة على هذا الشاهد فهي موقف إبراهيم عليه السلام من الشمس التي هي أكبر من الكوكب والقمر، لأن قوله عليه السلام " هذا ربي هذا أكبر " يختلف عما سبقه من حيث كونه " صرخة طفولية بارزة " لأن الحجم هنا " ينطلق.. ليؤكد الفكرة فيما لا توحي بها إلا أفكار الطفل أو ما يشبه