ولا شك أن الفصول الستة المتقدمة كانت كافية للقارئ ليتعرف عن كثب على هذا المنهج " البديع " لهذا " الكاتب المبدع ".. لذا نرى أن لا داعي بعد للاستغراق في بيان ذلك تجنبا للتكرار والإطالة..
ولكن لا بد من الإشارة إلى بعض المفارقات التي تتعلق بالمفاصل الأساسية لهذه القضية الحساسة التي يتوقف على تفسيرها بهذا الرأي أو ذاك، إيمان صاحب هذا الرأي أو ذاك، بعقيدة الإمامية بعصمة الأنبياء.
لم تقولون ما لا تفعلون؟!
من " المقولات الجريئة " التي يتبناها صاحب " من وحي القرآن " مقولة: احتمال ارتكاب نبي الله موسى (ع) جريمة دينية بمستوى الخطيئة.. وقد تقدم عرض النص المشكل الذي يتضمن هذه المقولة في بداية الفصل.
وكما هو ديدن هذا " الكاتب " في مراجعاته، سعى لتمحل التصويبات لهذه المقولة، وكعادته عمد إلى تحريف كلام العلماء الأعلام ليوافق كلام صاحب (من وحي القرآن)، أو توجيه كلامه ليوافق كلام العلماء، ولم ينس أن يتهم العلامة المحقق بتقطيع أوصال النصوص.. هذه التهمة التي درج على رميه بها، وكأن تكرارها مطلوب ومرغوب!!! ولما لم ينفعه تمحل التصويب هنا، ولم يكفه التحريف هناك، ولم يقنع بالتوجيه.. لجأ إلى الجمع بينها احتياطا ليفرغ ذمته، فإن اشتعال الذمة اليقيني يستدعي فراغها اليقيني، من كل أمانة وموضوعية وحياد..!!
ولبيان ذلك نقول:
عمد " الكاتب " إلى اتهام العلامة المحقق بأنه لم يتابع سياق حديث " السيد "، وأنه اكتفى بالوقوف عند ترجيحه للإحتمال الثاني، هذا الترجيح الذي يلزم منه أن يبقى الاحتمال الأول، وهو شعور موسى (ع) بالذنب لقتله القبطي " باعتبار أن ذلك يمثل جريمة دينية بمستوى الخطيئة.. "، مرجوحا.