إمامتهم لم تبدأ في ذلك السن، وبقي مقام النبوة والإمامة شاغرا إلى أن انتهت دوراتهم التدريبية.
ولعل ما يعزز هذا الاحتمال ما قالوه من أن " غيبة الإمام المهدي عليه السلام إنما هي ليكتسب خبرة قيادية " فلما أوردنا عليهم الإشكال قالوا: " إن الشهيد الصدر هو الذي قال ذلك " فراجعنا كلام الشهيد الصدر فوجدناه يقول: " وعلى هذا الأساس نقطع النظر مؤقتا عن الخصائص التي نؤمن بتوفرها في هؤلاء الأئمة المعصومين.. أي من أجل تقريب الفكرة لمن يعتقد بما نعتقده كذا وكذا.. " (1).
فنسأل هذا " الكاتب " من أين علم أن العلامة المحقق راح يستهزئ؟!
فلعله قرأ قوله: ".. فيها أوامر إمتحانية وعسكرية " فاستنبط منه أن في ذلك استهزاءا، وهو لا يدري أن ذلك كلام صاحب " من وحي القرآن " الذي يقول: " ولكنه كان أمرا إمتحانيا، إختباريا، تجريبيا، وكان أمرا تدريبيا، تماما كما يتم تدريب العسكري " (2).
فإذا كان في هذا الكلام استهزاء، فهو كلام (السيد). أما العلامة المحقق فلم يلتفت إلى ما التفت إليه هذا " الكاتب " من استهزاء في هذا الكلام ولم يحمل على هذه المقولة بالذات، إنما أراد أن يعبر عن خشيته من أن يكون الحديث عن دورة تدريبية لآدم (ع) تمهيدا للحديث عن دورات تدريبية لعيسى (ع) ولبعض الأئمة (ع) كالإمام الجواد (ع) والهادي والإمام المهدي عليهم السلام، فيكون بذلك قد التف على أي إمكانية لدعوى من هذا النوع.
بيد أن هذه الخشية لم تأت من فراغ فهو قد أشار أيضا إلى علامات تبرر هذه الخشية كمقولة تبرير غيبة القائم (عج) بأن الغاية منها هي اكتساب الخبرة القيادية، هذه المقولة التي ينشؤون عليها الأجيال في إحدى الجمعيات