إلى أي مدى سيذهب " البعض " في تبني هذا الكتاب، لا سيما مع إفتضاح أمره بعد إصدار كتابنا هذا؟!
ربما لا نحتاج إلى شخص يعلم الغيب ليجيب عن هذا السؤال.
فقد سبق هذا الكتاب، ثلاثة إصدارات تبناها ذلك " البعض "، وقام بتوزيعها وتسويقها عبر إذاعته وغيرها من الوسائل، وبعد إصدار الردود عليها وإفتضاح أمرها وأمر " كتابها "، وما مارسوه من تحريف وتزييف، عمد ذلك " البعض " للتنصل وإظهار البراءة منها. ولا نظن أن موقفه هنا سيختلف عن موقفه هناك.
التحول المنهجي ذكرنا فيما سبق، أن الردود التي سبق أن صدرت، قد إرتكزت في حججها على إنكار صحة نسبة تلك المقولات إلى صاحبها، وأن ما نسب إلى ذلك " البعض " محرف ولم يقله، وأنه افتراء وتقطيع لأوصال الكلام، بزعمهم، وهذا المنطق قد احتج به " البعض "، وقد برز ذلك، فيما برز، في رسالته إلى سماحة آية الله الشيخ السبحاني عندما قال له: إن 90 % مما ينسب إليه هو تحريف و 10 % كذب وافتراء (1).
ولكن هذا النوع من الإدعاءات لم ينجح؛ لأنها لا يمكن أن تنطلي على عاقل، لا سيما وأن هذه المقولات مدونة في الكتب، وبالتالي، فإنه يسهل التأكد من صحتها وصحة نسبتها إلى صاحبها. من هنا كان لا بد من إجراء تعديل جوهري، بنظرهم، في المنهج.
وتفتق الذهن الإبداعي على حلول ألمعية، متخذا الرد الجديد منهجا مختلفا، وإن كان مناقضا تماما، لما كان قد صدر سابقا؛ لأن الناس، بنظرهم، " سذج " وبسطاء، فلن يلتفتوا، والحال هذه، إلى هذه المفارقات وهذا الإنعطاف والتحول في المنهج.