وليخبرنا " الكاتب " عما كان يبحث عنه إبراهيم، فهل هو الإله أم الرب المدبر؟!! وهو الذي نقل لنا قول العلامة الطباطبائي (قده) في تفسير الميزان: " فالذي يعطيه ظاهر الآيات أنه (ع) سلم أن لجميع الأشياء إلها فاطرا واحدا لا شريك له في الفطر والإيجاد وهو الله تعالى، وأن للإنسان ربا يدبر أمره لا محالة، وإنما يبحث عن أن هذا الرب المدبر أمره، هو الله سبحانه.. أم أنه بعض خلقه أخذه شريكا لنفسه.. " (1).
وعليه كيف يكون كلامه هذا مطابقا لكلام العلامة الطباطبائي؟!!!
وبغض النظر عن كل ما تقدم، فإن كل ما قاله إبراهيم (ع)، فيما قصه لنا القرآن، هو كلمة: {هذا ربي} سواء قالها على نحو الإستدلال والافتراض، أو على نحو المحاكاة والمجاراة، فهل يريد " الكاتب " أن يقنعنا أن هذه الكلمة لها كل هذه الدلالات، والظهورات الأولية؟!!.
بعبارة أخرى: هل يريد أن يقنعنا أن هذه الكلمة تدل على:
* إقبال إبراهيم عليه السلام على الكوكب في خشوع العابد وفي لهفة المسحور واندفاعه الإيمان؟!.
* واكتشاف الحقيقة ليؤكدها في ذاتها بعيدا عن كل حالات الشك والريب؟!.
* وإن قناعات إبراهيم اهتزت من جديد؟!!.
فلنتابع ولنقرأ مع " الكاتب " الذي سيجدنا إن شاء الله من الصابرين!!.
الآية الثانية: {فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي} قال السيد " فضل الله ": " {.. قال هذا ربي}.. وبدأت المقارنة بين هذا النور الكوكبي.. وبين هذا النور القمري.. فأين هذا من ذاك، فهذا هو السر الإلهي الذي كان يبحث عنه {قال هذا ربي} وعاش معه في حالة روحية من