ومعناها قربة إلى الله تعالى!! بتقويلنا ما لم نقله، وتحميلنا ما لم نتفوه به، انطلاقا من منهج قراءة المكبوت، والمقموع والمسكوت عنه.. ".
وليس ذلك من " الكاتب " إلا محاولة للالتفاف على أية محاولة لكشف حقيقة تلك الرسائل، وأهدافها ومنطلقاتها، وسيقول عند صدور كتابنا هذا، وكشف حقيقة تلك الرسائل (المؤامرة) بأنه قد توقع حصول ذلك.
ومهما يكن من أمر، فإن كان يحق له أن يؤكد ويقطع، بقيام بعض الناس بما توقع أن يقوموا به، وأن ذلك ليس سوء ظن، وإنما هو إفراز طبيعي في عصر الفتن، فإن هذا العصر، وحاله هذا، لا يعيش فيه بمفرده، بل يشاركه فيه الآخرون، ويحق لهم أن يؤكدوا حقيقة وجود " المؤامرة "، لا سيما أن ذلك ليس توقعا نابعا من ظروف هذا العصر، وإنما من معطيات مؤكدة وموثقة تشهد عليها حال " الكتاب " ومقال " الكاتب ". وهو ما سيطلع عليه القارئ بالتفصيل في فصول كتابنا هذا.
ثالثا: خسارة الدنيا والآخرة ومما قاله " الكاتب " في مقدمة رسالته الأولى، هو أنه في " مثل هذه الأجواء المحمومة تختل الموازين، وأدوات التقييم، وتصادر النوايا الطيبة والمساعي الصالحة والحسنة.. حينما يظن أن كل رسالة أو محاضرة وراءها من الأصابع الخفية ما وراءها، بل ربما يوصف صاحبها بأنه قد وقع في شباك الإغراءات والتلويح بآلاف الدولارات وما إلى ذلك " (1).
وفي هذا الكلام محاولة أخرى منه للالتفاف على أي اتهام بأن وراء مؤامرته " النقدية " بعض الإغراءات النقدية وما إلى ذلك.
على أننا نطمئن " الكاتب "، بأننا لن نتهمه بقبض آلاف الدولارات؛ فإن اتهامات كهذه لا يمكن أن تطلق، من قبلنا على الأقل، ما لم تقترن بالشواهد والأدلة.