الخديعة بشكل مفاجئ، تدخلت بعض الأوساط وانطلقت بمبادرة وساطة لتقريب وجهات النظر حول إمكانية إيجاد حل ما. وقد جاء الوفد إلى العلامة المحقق وطرحوا فكرة الانطلاق بالمبادرة، وزعموا أن ذلك " البعض " لم يرفضها وذلك على أساس الوعد الذي حملوه بتصحيح المسار؛ فأعلن المحقق العاملي تأييده لكل عمل من شأنه أن ينزع هذا الفتيل، وبالتالي إقفال هذا الملف نهائيا، وتصحيح هذه المقولات، وأعلن استعداده لمساعدة هذا " البعض " بكل صورة ممكنة لتحقيق هذا الغرض.
وقد علم المحقق العاملي في إحدى جلساته مع أحد أعضاء الوفد بتسرب نسخة من نسخ مسودة الكتاب.
مضى أسبوعان على انطلاق المبادرة، ولا شيء جديد في هذه الأثناء، وكان المحقق العاملي قد أنجز كتابه.
عاد الوفد للتحرك، وقام بزيارة المحقق العاملي طالبا منه تأخير إصدار كتابه وأن تعطى المبادرة بعض الوقت، وطلب هذا الوفد أسبوعين آخرين، ثم عادوا وطلبوا تمديد المهلة فلم يمانع العلامة المحقق حرصا على نجاح المبادرة رغم كون الأمل ضعيفا بأن يقبل الطرف الآخر..
لكنه أراد أن يعطي للوفد كل الفرصة.. وهكذا توالت طلبات التمديد حتى وصلت إلى حوالي ثلاثة أشهر، حيث جاءت المفاجأة بصدور الرد على كتاب خلفيات قبل صدور كتاب خلفيات نفسه. وقد بات الأمر واضحا، لقد كانت هناك خديعة مورست حتى على الوفد الوسيط، وهي خديعة لم تكن لتنطلي لولا الوعد الذي قطعه العلامة المحقق للوفد والرغبة في إعطاء الفرصة له إلى النهاية وحتى لا يبقى عذر لمعتذر..
رسائل وكتاب مضى حوالي السنة ونصف السنة على إصدار كتاب خلفيات بجزئيه الأول والثاني. لقد كانت " الجبهة " هادئة نسبيا ومن طرف واحد فقط لأسباب