الطفل.. لأن الأشياء الكبيرة توحي للفكر الساذج بالهيبة والعظمة بما لا توحي به الأشياء الأقل حجما " (1).
الشاهد الرابع: تفسيره الآيات أولا:
إن المتأمل في نص " من وحي القرآن " سيرى أن صاحبه قد فسرها بما يتناسب وهذا الاتجاه، حيث تحدث عن خشوع إبراهيم عليه السلام للكوكب وعيشه معه في حالة من التصوف والعبادة، وأنه أقبل عليه في خشوع العابد ولهفة المسحور واندفاعة الإيمان (2).
وقد ذكرنا أن " الكاتب " قد اعترف من حيث لا يشعر بهذا الأمر وأن صاحبه إنما كان يعطي " دلالات الآيات بحسب ظهورها الأولي " (3) وإن ساق " الكاتب " كلامه هذا في إطار التبرير والتخريج بل التهريج ليضفي - ربما - على " البحث " بعض الطرائف اللطيفة لكي لا يمل القارئ ويضجر.
الشاهد الخامس: اكتشافه عليه السلام للحقيقة:
إن صاحب " من وحي القرآن "، بعد أن فسر الآيات بما مر ذكره، وتحدث عن الإتجاهين كل بما يقربه، ختم بحثه بالقول:
" وتبقى لنا في هذا المجال هذه البراءة الفكرية من إبراهيم عليه السلام.. حيث نتمثله إنسانا يواجه العقيدة من موقع البساطة الوجدانية والعفوية الروحية.. ثم هذه اللهفة الحارة المنفتحة على الله سبحانه.. عند اكتشافه للحقيقة في توحيده في كل شيء.. ". (4)