الذي أصر مؤلفه على استعمال نفس المفردات والعبارات المشكلة رغم الاعتراضات الكبيرة التي واجهها.
على أننا نرى أن شريحة لا بأس بها منهم قادرة على فهم النص ومحاكمته.
ثم إن " الكاتب " قد اعتبر أن الكوارث الخطيرة ناتجة عن الإنسياق وراء تبديل الكلمات والمصطلحات بما يتناسب والدلالات اللغوية المتغيرة مع مرور الزمن، وهو كلام في محله إذ أن الإنسياق وراء بعض المذاهب المعرفية الداعية لهذا الأمر كعلم النصوص والدلالة والألسنية وغيرهم سوف يؤدي حتما إلى ضياع دلالات النصوص المقدسة ومقاصدها..
ولكن ثمة بديل آخر عن ذلك، من دون الحاجة إلى تغيير المصطلح وهو الابتعاد عن التعابير التي لها دلالات تسيء إلى الأنبياء، ومع الإصرار فإنه يمكن الإشارة في الهامش إلى أن المقصود من " السذاجة " مثلا هو هذا المعنى لا المعنى المتبادر، لكن هذا على فرض إطلاق لفظ السذاجة، وقد تقدم أن صاحب " من وحي القرآن " لم يطلقه دون تحديد لمعناه، بل ذكر أن معناها هو التطلع للأمور بنظرة حائرة بلهاء كما بينا!!!
الضعف البشري والرغبة المحرمة:
والطريف هنا هو قول " الكاتب " إنه قد صرح بهاتين المقولتين الكثير من المفسرين.. وفضل في هذا المورد بالذات وعلى غير عادته القول إنه: " لا داعي للإعادة " (1).
ولعله عجز عن إيجاد شاهد يؤيد ذلك في كتب المفسرين فتهرب بهذه الطريقة " الطريفة "، كما عجزنا عن أن نعثر على قول مفاده: أن نبي الله آدم (ع) كان يعيش الضعف البشري أمام الحرمان أو أنه قد مارس الرغبة المحرمة؛ هذه المقولة التي رغب عنها " الكاتب " ولم يحم حول حماها حتى لا