بآخر إلى إنكار إمامة الجواد عليه السلام بناء على هذه المقولة التي ترتكز على استبعاد قيام الإمام عليه السلام بشؤون الإمامة وهو غلام صغير!!!.
ولا يتوقف الأمر على إمامة الإمام الجواد (ع) كما أشرنا بل يستلزم ذلك أيضا إنكار إمامة الهادي (ع) والإمام المهدي.. وكذلك هو يستلزم أيضا إنكار نبوة عيسى في المهد حيث صرح نفس صاحب هذه المقولة في معرض الحديث عن قوله تعالى {آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني..} أنه حديث عن المستقبل وقد جاء بصيغة الماضي للتأكيد على حصوله أي أن الله سيأتيه الكتاب وسيجعله نبيا في المستقبل!! (1).
وعليه، فمن حق العلامة المحقق أن يعبر عن خشيته وعن مخاوفه، بل من واجبه ذلك.. ومن حقنا أن نتساءل وأن نثير علامات الاستفهام والاستهجان حول هذه المقولة الجريئة وغير البريئة هذا في الوقت الذي يدعي فيه صاحبها أنه قد تصدى لكتابة المقالات الأدبية، بل ولإصدار مجلة، واستكتاب بعض الشخصيات وهو بسن العاشرة أو الحادية عشر!! (1) وكأن الله اجتباه واختصه بما لم يختص به أولياءه وأغناه عن الحاجة إلى دورة تدريبية بما لم يغنهم عنه!!! فتبارك الله أحسن الخالقين!!!.
وخلاصة القول: إن صاحب " من وحي القرآن " يستبعد أن يتصدى المعصوم لشؤون الإمامة صغيرا في الوقت الذي يدرس فيه العلماء ظاهرة النبوغ المبكر لدى الأطفال، حيث بتنا نسمع ونرى بين الحين والآخر آيات عبارة عن أطفال يتميزون بطاقات وقوى يعجز العلم والعقل عن تفسيرها. حتى ان بعض هؤلاء قد نال شهادة الدكتوراه في العلوم الرياضية عالج في رسالته أعقد مسائلها - هذه الآيات - إنما يرينا الله إياها بين الحين والآخر لنزداد رسوخا في الإيمان و العقيدة.