يتصرف تصرفا خاطئا يعتقد أنه صحيح ومشروع، فهذا ما لا نجد دليلا عليه " (1).
يعرض " الكاتب " عناوين " المقولات الجريئة " التي ذكرها العلامة المحقق في كتابه " خلفيات " وكما هي عادته، اعتبر هذه المقولات مقتطعة من سياقها، وزعم أنها مما ذكره علماء التفسير، وقد ناقشنا هذه الدعوى بما فيه الكفاية فلا نعيد.
ولكن ما يستوقفنا هنا هو مناقشة " الكاتب " لمقولة: " الجهل المركب " التي وردت بين تلك " المقولات الجريئة " حيث اعتبر " الكاتب " أن هذه المقولة أخذها العلامة المحقق من لوازم النص الآنف الذكر.
وقبل الدخول في مناقشة ما تعرض له " الكاتب " في هذا البحث نتوقف عند مفارقة طريفة، من جملة المفارقات التي يتحفنا بها بين الحين والآخر ليضفي على بحثه - ربما - بعض اللمسات " الكوميدية " التي تذهب الملل وتدفع بنا إلى الاستمرار معه إلى النهاية.. والمفارقة هي:
أنه في معرض استنكاره على انتزاع مقولة " الجهل المركب " من النص المذكور آنفا يستعرض رأيا للعلامة المشهدي صاحب " كنز الدقائق " مفاده: أن قول هارون (ع) {إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} يمثل " إزالة لتوهم التقصير في حقه " (2).
ثم يعلق " الكاتب " بقوله: " هل في كلام العلامة المشهدي ما يدل على أن موسى (ع) يعيش الوهم والجهل المركب " (3).
ويبدو " الكاتب " في تعليقته هذه في حالة ميؤوس منها، إذ كما استعصى عليه أن يكون نزيها في نقده واستعراضه لآراء العلماء استعصى عليه أيضا فهم مرادهم، لأننا إذا وضعنا كلام العلامة المشهدي في سياق مراده من أن جواب