الأول: أن العلامة المحقق لم ينكر حصول مواجهة قاسية، بل أكد حصولها، وإنما الذي أنكره هو أن تكون هذه المواجهة حقيقية نابعة من وجود اختلاف حقيقي وواقعي بينهما، وبالتالي: فإن هذه " المواجهة القاسية "، كانت تهدف لإظهار خطورة ما صدر من القوم، ولذلك قال العلامة المحقق: " إن ما أظهره موسى (ع) تجاه أخيه هارون (ع) لم يكن سببه الاختلاف في الرأي بينهما في كيفية المعاملة، بل كان من أجل إظهار خطر ما صدر منهم، ومدى بشاعة الجريمة التي ارتكبوها " (1).
الثاني: إن العلامة المحقق رفض تبعا للأعلام أن يكون خطاب موسى (ع) لهارون (ع) بمثابة اتهام له، وإنما هو قد " وجه إليه سؤالا عن ذلك " بهدف " إظهار براءة هارون (ع) وتحصينه من نسبة القصور أو التقصير إليه ".
فإذا ما اتضح ذلك، اتضح معنى كلام العلامة المحقق عندما قال: " وقد بين موسى (ع) أنه لم يتهمه بمعصية أمره ليستحق - بزعم البعض - هذه المواجهة القاسية وهذا العتاب، والتوبيخ بهذه القوة، بل وجه إليه سؤالا عن ذلك، ليسمع الناس جوابه الذي يتضمن برهانا إقناعيا يدل على دقته، وحسن تقديره للأمور " (2).
هذا الكلام الذي عبث به " الكاتب " تقطيعا وتمزيقا، إمعانا في التضليل، ولأجل إظهار نوع من التهافت في كلام العلامة المحقق وقد ظهر مما مر كلام من هو المتهافت.
2 - ومن تهافتات " الكاتب " وطرائفه قوله: " إن نفي المواجهة القاسية يتنافى مع ما ذكرتموه.. من إظهار خطورة ما صدر من القوم، لأن المفسرين ما ذكروا هذا الوجه إلا من أجل تأويل المواجهة القاسية " (3) وهذا منه اعتراف بأن المفسرين ذكروا هذا الوجه!!.