5 - أوليست هذه المخاطر والمحاذير هي التي دفعت بالعلامة الشيرازي لطرح السؤال التالي والذي مر ذكره:
" وهنا ينقدح السؤال التالي وهو: لا شك أن كلا من موسى وهارون نبي، فكيف يوجه هذا البحث والعقاب واللهجة الشديدة من قبل موسى، وما أجاب به هارون مدافعا عن نفسه؟ " (1).
ثم ساق الإجابة التي تحل إشكالية هذه المحاذير والمخاطر وهي عينها التي ذكرها العلامة المحقق وغيره من الأعلام كما أسلفنا.
6 - إن احتجاج " الكاتب " بشكل تحريضي، بأن بعض المفسرين لم " يتفطنوا " لهذه المخاطر والمحاذير أمرا عجيبا، لأنه حتى الذين استدل بكلامهم كالعلامة الطباطبائي، والشيخ مغنية قد تفطنوا لهذه المخاطر والمحاذير ولذلك تحدث العلامة الطباطبائي عن أن " هذا المقدار من الاختلاف في السليقة والمشية بين نبيين معصومين لا دليل على منعه، وإنما العصمة فيما يرجع إلى حكم الله سبحانه دون ما يرجع إلى السلائق وطرق الحياة على اختلافها " (2).
وتحدث الشيخ مغنية في محاولة منه لحل هذه المخاطر والمحاذير عن أن " العصمة لا تحول الإنسان عن طبيعته، وتجعله حقيقة أخرى " (3).
والملفت أن " الكاتب " ذكر هذه النصوص، مما يعني أنه يعرف أن العلامة الطباطبائي قد التفت " وتفطن " إلى هذه المحاذير والمخاطر، وكذلك الشيخ مغنية، وإن لم يوفقا في إجابتهما، وتوهما أن ما ذكراه يحل الإشكالية.
أما بالنسبة للعلامة الطباطبائي فإن قوله: إن العصمة إنما تكون " فيما يرجع إلى حكم الله سبحانه دون ما يرجع إلى السلائق " فغير مقبول على إطلاقه، لأن الدليل، بعكس ما قال العلامة الطباطبائي (قده)، قد قام على منع