لا شك أن هذا منطق غريب نسمعه في هذه الأيام، ولا ندري، فلعلهم يقولون لنا غدا بأن السارق يخرج عن كونه سارقا إذا نفى عن فعله صفة السرقة وقال أنه " اقتباس " مثلا!!!.
4 - إن " الكاتب " لم يذكر لنا أسماء هؤلاء المفسرين القدماء والمعاصرين الذين اعتبروا أن موسى (ع) غضب على أخيه حسبانا منه أنه لم يبذل الجهد في مقاومة بني إسرائيل. فإن هذا التعبير هو للعلامة الطباطبائي (قده) باعتراف " الكاتب " الذي لم يذكر لنا في كل ما تقدم نصا لأحد من الأعلام القدماء والمعاصرين يطابق هذا النص للعلامة الطباطبائي، فلماذا هذا التهويل المرتكز على الادعاء الفارغ والصريح، وقد ذكرنا ما في كلام العلامة الطباطبائي!!.
5 - أما تعليله الثاني وهو قوله بأنه " لا يمكن أن نفسر العديد مما وقع به الأنبياء في دائرة ترك الأولى إلا بعدم القصد أو الإعتقاد بأنها معصية إرشادية أو ترك الأولى ".
فهو قول عجيب أيضا لا يزال هذا " الكاتب " يتحفنا به مرة تلو الأخرى.
ولا أخفي أنني لم أفهم معنى قوله " بأنه لا يمكننا أن نفسر ما وقع به الأنبياء في دائرة ترك الأولى إلا على أنه ترك أولى؟! ".
كما أننا لم ندرك سبب التفريق أن يكون فعلهم (ع) عن عدم قصد أو الإعتقاد بأنها معصية إرشادية، إذ ما دامت القضية تتعلق بأفعال صدرت عنهم (ع) في دائرة ترك الأولى، فإنها لا شك تتعلق بأمور إرشادية لا مولوية. اللهم إلا إذا قصد " الكاتب " بأنهم (ع) إنما يعصون بأمور اعتقادا منهم بأنها معصية إرشادية، وإذا بها مولوية.
ولكن إذا كان الأمر كذلك، فلن تكون هذه الأفعال، عندئذ في دائرة ترك الأولى، فضلا عن أنها تخالف ما ذكره " الكاتب " في تعليله الثالث من أن الجهل لا يتسرب إلى الأنبياء فيما يتعلق بدائرة الأوامر المولوية.
من هنا فإن دائرة ترك الأولى، والتي تقع أفعال الأنبياء فيها إنما هي الأوامر الإرشادية فحسب.