لا ينبغي أن يفهم من كلامنا عن عدم استحقاق هارون (ع) للمواجهة القاسية أن موسى (ع) قد واجهه بها ولكنه لم يكن يستحق ذلك، كما لا ينبغي أن يفهم من كلامنا أيضا أنه إنكار لحصول مواجهة قاسية، بل أن ما نريد إنكاره هو أن تكون هذه المواجهة القاسية مواجهة حقيقية بين موسى (ع) وهارون (ع).
إن هذا الخلط الذي وقع به " الكاتب " نابع عن عدم تمييزه بين قضية " المواجهة " وبين قضية الاتهام.
لذلك اعتبر أن حديث العلامة المحقق عن أن موسى (ع) إنما وجه سؤالا إلى هارون (ع) " ليسمع الناس جوابه الذي يتضمن برهانا إقناعيا يدل على دقته، وحسن تقديره للأمور " - اعتبره - بمثابة إنكار من العلامة المحقق لحصول المواجهة القاسية.
وقد برز هذا الخلط من " الكاتب " في تقسيمه لملخص ما جاء في كتاب خلفيات إلى نقطتين جعل في الأولى مقولتي: " خطر ما صدر من القوم "، و " إظهار براءة هارون (ع) وتحصينه من نسبة القصور أو التقصير إليه ".
وفي الثانية: " الحديث عن المواجهة ".
على أن أدنى الناس استيعابا يدرك أن القضية تتعلق بنقطتين:
الأولى: تتعلق بأخذ موسى (ع) برأس أخيه يجره إليه وهي المقصودة بما أسموه " المواجهة القاسية " وهي التي قال عنها العلامة المحقق بأن هدفها إظهار خطر ما صدر من القوم.
الثانية: تتعلق بقول موسى (ع) لأخيه {أفعصيت أمري} وهي المقصودة بما يسمى " بالاتهام " والتي أنكر العلامة المحقق، تبعا لأعلام التفسير، أن تكون اتهاما وإنما " وجه إليه سؤالا عن ذلك ليسمع الناس جوابه الذي يتضمن برهانا إقناعيا يدل على دقته أو حسن تقديره للأمور " أي ما أسماه العلامة المحقق: " إظهار براءة هارون (ع) وتحصينه من نسبة القصور أو التقصير إليه ".
وبذلك يتبين لنا أمران: