الكاتب " " الأمين " (1) وإنما قال: " قد بين موسى (ع): أنه لم يتهمه بمعصية أمره ليستحق - بزعم البعض - هذه المواجهة القاسية، وهذا العقاب والتوبيخ بهذه القوة " (2).
والمتأمل في هذا الكلام لا شك سيلتفت إلى أن العلامة المحقق إنما يتحدث عن استحقاق هارون لهذه المواجهة القاسية، المستبطنة لاتهامه بمسؤولية ما حدث، أو عدم استحقاقه لها المستبطن لعدم تحمله أية مسؤولية.
على أن استحقاق هارون لهذه المواجهة أو عدم استحقاقه لها يرتبط بطبيعة الحوار الذي دار بينهما عليهما السلام.
فإن كان ما وجهه موسى (ع) لهارون اتهاما له بعصيان أمره، دل ذلك على استحقاق هارون لهذه المواجهة القاسية، وإن كان ليس اتهاما، فلا معنى للحديث عن استحقاقه لها.
من هنا، انصب كلام العلامة المحقق على معالجة هذا الحوار لذلك نجده يقول: " بأن موسى (ع) لم يتهم هارون (ع) بمعصية أمره ليستحق - بزعم البعض - هذه المواجهة القاسية ".
ثم عمد إلى إبراز أن الحوار إنما كان بمثابة توجيه سؤال إلى هارون عن ذلك الأمر " ليسمع الناس جوابه الذي يتضمن برهانا إقناعيا يدل على دقته وحسن تقديره للأمور " (3).
وبذلك يكون العلامة المحقق قد أبرز عدم استحقاق هارون لهذه المواجهة القاسية، لأن موسى (ع) لم يوجه إليه اتهاما أصلا.
كما أنه