".. لأن توجيه الوجه لله.. لا يعني - في مدلوله العميق - هذا الموقف الساذج الذي يتطلع فيه الإنسان نحو الأفق الممتد في السماء بنظرة حائرة بلهاء.. " (1).
فظهر مما تقدم إن تعريف السذاجة بأنها " التطلع إلى الأمور بنظرة حائرة بلهاء " ليس تعريف العلامة المحقق حتى يقول له الكاتب: بأنه ما كان ينبغي أن يتبادر إلى ذهنه هذا المعنى على الإطلاق، فإن كان يعتبر أن هذا المعنى المتبادر خطأ، فإن هذا الخطأ هو من جملة أخطاء صاحب " من وحي القرآن ".
وعليه: فإن كل من أطلق عليه هذا السيد هذا الوصف إنما يريد به هذا المعنى.. وقد تقدم أنه وصف نبي الله آدم (ع) ونبي الله إبراهيم (ع) " بالساذج " عدة مرات.
ولا بأس بذكر حادثة حصلت مع أحد مريدي (السيد)، حيث قرأ فهرست العناوين والمقولات في الصفحات الأولى لكتاب خلفيات الجزء الأول، ثم عاد إلى الغلاف ليتأكد من اسم المؤلف فعلم أنه " السيد جعفر مرتضى العاملي " ثم عاد للمقولات ليرددها الواحدة تلو الأخرى على مسمع ومرأى العديد من الإخوة المؤمنين الذين أخذوا يستمعون إليه، إلى أن رمى الكتاب جانبا قائلا هذا الكفر بعينه لماذا لا يتصدى العلماء له ويوقفونه عند حده، فضحك أحد الحاضرين لعلمه بداهة أن هذا الشخص ظن أن هذه المقولات تعبر عن رأي العلامة المحقق وأنه غير ملتفت إلى أنها عناوين لمقولات صاحب " من وحي القرآن "، فأخبروه فلم يصدق بل قال: هذا الأمر يحتاج إلى تأمل وتفكر حتى عاد للكتاب ليتأكد من ذلك بنفسه، ولتصبح بعد ذلك هذه الحادثة مضربا للمثل. وهذا الأمر قد حصل مثله مع " كاتبنا " الذي ظن أن صاحب هذا التعريف للسذاجة هو العلامة المحقق الذي " ما كان ينبغي أن يتبادر إلى ذهنه هذا المعنى على الإطلاق لأن معنى السذاجة ليس كما يتبادر إلى بعض الأذهان