أ - إن الرأي المعتبر عند الطوسي بحسب " منطق " الكاتب هو القول بأن ما قاله إبراهيم عليه السلام " كان قبل بلوغه وقبل كمال عقله ولزوم التكليف له.. " (1).
إذ أن الطوسي (قده) قد ذكر هذا الرأي كأول ما ذكره من أقوال، لكن الشيخ الطوسي يضعف هذا الرأي، وأنه إنما ذكره على أنه قول موجود وقد نسبه للجبائي (2).
ب - إن الرأي المعتبر عند الطبرسي (رحمه الله) وفق هذا " المنطق " هو أن إبراهيم عليه السلام قال ذلك: " عند كمال عقله زمان مهلة النظر وخطور الخاطر " (3) لأن الطبرسي (قده) قد ذكر هذا القول أولا، ثم نسبه، كما فعل الطوسي، إلى أبي القاسم البلخي.
وكلاهما، الطوسي والطبرسي (رحمهما الله)، وإن ظهر منهما رضا بهذا الرأي، لكنه رضا مشروط ببعض الاعتبارات والقيود التي تدفع ما أشكل عليه.
علما أن كلاهما التزما وتبنيا الوجه الثالث والرابع اللذان تجاهلهما " الكاتب " لغاية في نفسه لم تعد خافية.
وهذان الوجهان هما:
الثالث: أن كلام إبراهيم عليه السلام كان على سبيل الإنكار.
الرابع: أن كلامه عليه السلام كان على وجه المحاججة لقومه.
ج - قد مر أن الطوسي والطبرسي (قده) جعلا الاتجاه القائل بأن كلام إبراهيم (ع) كان على سبيل " المحاججة والمحاكاة الإستعراضية " وجها رابعا، فإن كان الرأي الذي يذكر في آخر الوجوه بمثابة إضعاف له فيكون بذلك قد حكم على رأي صاحبه بأنه أضعف الآراء ولا ينسجم مع ظواهر الآيات والسياق