زيف ما نسبه الكاتب للعلامة من أنه (قده) اعتبر مقولة التأمل والنظر وجها محتملا في التفسير.
هذا وقد ذكر السيد الطباطبائي (قده) هذا الكلام كثيرا حتى لا يتوهم متوهم غير ما يريده ويرمي إليه لذلك قال (قده): " وفي إثر ذلك ما كان منه (ع) من افتراض للكوكب " (1).
وقال أيضا: " فهو ما لم يتم له الإستدلال غير قاطع بشيء ولا بان على شيء، وإنما هو مفترض ومقدر لما افترضه وقدره.. " (2).
وما يؤيده قوله (قده) أيضا: " وعلى هذا فقول إبراهيم (ع) ليس من القطع والبناء اللذين يعدان من الشرك، وإنما هو افتراض أمر للنظر إلى الآثار التي تثبته وتؤيده.. " (3).
فإبراهيم (ع) لم يؤمن ولو للحظة واحدة أو احتمل أن يكون الكوكب ربا، على عكس ما ذهب إليه (السيد) فضل الله من أن إبراهيم (ع) قد إعتقد بألوهية الكواكب " لكنه استطاع أن يتجاوز هذا الإعتقاد الطارئ والسريع "، وقد تقدم ذكر هذا النص.
على أن المقصود من كلام الطباطبائي من أنه (ع) غير قاطع بشيء، أي غير قاطع بشيء مما افترضه، وإلا فهو (ع) قاطع بالتوحيد المستلزم لبطلان الإلحاد والكفر والشرك معا.
ولنحفظ هذا أيضا، لأننا سنعود إليه بعد قليل.
ورغم كل ذلك فإن " الكاتب " الساذج توهم غير ما أراده الطباطبائي (قده) إن لم نقل تعمد التضليل.