التصوف والعبادة لهذا الرب النوراني.. وفجأة بدأ الشعاع يبهت ثم يغيب.. وانطلقت الحيرة في وعيه من جديد.. أين ذهب الإله، وأين غاب.. وهل يمكن للإله أن يغيب ويأفل.. وضجت علامات الاستفهام في روحه تتساءل من هو الإله؟ وأين هو.. وعاش في التصور الضبابي المبهم الغارق في الغامض يتوسل بالرب الذي لا يعرف كنهه، أن يهديه سواء السبيل.. " (1) ويقول العلامة ناصر مكارم: ".. ومرة أخرى رفع عينيه إلى السماء فلاح له قرص القمر الفضي ذو الإشعاع واللمعان الجذاب على أديم السماء فصاح ثانية: هذا ربي، ولكن مصير القمر لم يكن بأفضل من مصير الكوكب قبله، فقد أخفى وجهه خلف طيات الأفق " (2).
ومرة ثانية نسأل " الكاتب ": أين هذا الكلام من ذاك؟!.
فإن ما ذكره العلامة الشيرازي يعد بحق ظهورا أوليا للآية، أما ما ذكره صاحب " من وحي القرآن " فهو قطعا من وحي مخيلته، اللهم إلا إذا ادعى " الكاتب " أنه من " البطون " التي صرح صاحب من وحي القرآن برفضها! ومع ذلك فإن ما جاء به قد تجاوز به حدود السبعين بطنا إلى اللامعقول.
فمن أين جاء بمثل هذا " الوحي " الذي ينسبه إلى القرآن؟!!!.
وهل كلمة: {هذا ربي} لها كل هذا الظهور وكل تلك الدلالات والمعاني والإيحاءات؟!!
وهل يظهر من كلمة: {هذا ربي} أن إبراهيم عليه السلام عاش مع القمر في حالة روحية من التصوف والعبادة لهذا الرب النوراني؟!!.
ومرة جديدة نسأل " كاتبنا " عما كان يبحث عنه إبراهيم عليه السلام، فهل هو الإله أم الرب المدبر؟!!